فنان عرفته في التسعينات الهجرية ، حينما جاء لبيش برفقة بعض الفنانين وأذكر منهم محمد جيلان يرحمه الله ، في حفلة ( خدرة ) .. إلا أن تلك الأمسية للأسف لم تتم ، فبمجرد ما بدأ محمد جيلان يداعب أوتار عوده أحدث البعض من الجمهور شغبا مما جعل الفنان جيلان يتوقف عن العزف ليقفل المسرح وتسدل الستائر وبقينا ننتظر ولكن هيهات فقد أستقل الفنانون سيارتهم وغادروا المسرح وبيش ، في وقت كنا نمني النفس بسهرة فنية . كان صالح يبلغ من العمر بين الثانية عشرة إلى الرابعة عشرة هكذا كان تقدير الصغير الذي عمره يقل بقليل عن عمره . ثم غاب صوت صالح غيابا طويلًا حتى أصبحت طالبًا في الكلية ، فقد سمعت صوتًا شجيًا وأنا راكب مع أحد الزملاء والصوت العذب يردد ألف أليف أنا يا زين في المُعنّى ، حتى يصل لأغنية : يا الله اليوم يا رواف !! .. أسأل الزميل : من هذا الفنان ؟ فيرد علي : صالح خيري ! وأستجمع ذاكرتي وتعود للوراء حتى عام ١٣٩٤هـ الليلة التي جاء فيها بيش .
ثم تمر الأيام فيعرض التلفزيون السعودي سهرة فنية جازانية من على مسرح في أبها وأظنه مسرح نادي الوديعة ، ثم يظهر ذلك البدوي لبسًا وشكلًا حاملًا عوده معه ليغني الأغنية التي شهرته كثيرا ، والتي بعدها بثلاثة أيام تسمعها تتردد في سيارة كل شاب يهوى التراث ( ألا لا عرفك تهامي ) . قبل ذلك وفي أيام مهرجان التراث عندما كان تحت إشراف الرعاية العامة لرعاية الشباب وأظن العام إن لم تخن الذاكرة ١٤٠٥هـ وقد كنت في أبها وفي عصرية جميلة أتابع التلفزيون السعودي ويظهر هذا الشاب على مسرح لابسا ثوبه الأبيض الناصع دون شماغ ويغني ( يا هالله دلوني على الغالي ) ويبهر الجميع وأتفحص الصوت وأعرفه أنه صالح خيري .. يا سلام الفنان تطور ، ثم في مهرجان الجنادرية ١٤٠٩هـ تشارك منطقة جازان ويظهر البدوي لابسا وزرته وسميجه وقوبعه بالقرب من العشة والفانوس والع وهو يردد : يا الله سالك يا عظيم الشأن تحفظ ملكنا خادم الحرمين وولي عهده فأبهر الجميع حتى صفق خادم الحرمين الملك عبد الله يرحمه الله وحينها كان وليًا للعهد في عهد الملك فهد .. لتحقق منطقة جازان الدرجة العظمى في عرضها على جميع المناطق بفضل الله ثم بفضل الصوت الزريابي والآداء المتميز ( صالح خيري ) وفي ١٤١٦هـ وقد أنتقلت عمليًا من بيّش في ١٤١٣هـ لإدارة تعليم صبيا وأذهب زيارة لمدرسة في آلِ مشحنة بالريث مع رجل أنيق اسمه منيع ليتفحص وجهي ثم يسألني : تحب الطرب ؟ فقلت : نعم ، ففتح مسجل السيارة لينعشنا الصوت الشجي ( صالح خيري ) حتى ومع وعورة الطريق لم نشعر بها .. لنستمع له ذهابًا وإيابًا .. صالح فنان ومطرب وملحن من الدرجة الممتازة وألحانه رائعة وقد غنى في بيّش في أمسية عيد الفطر المبارك عام ١٤٤٠هـ وفي احتفالات اليوم الوطني كذلك ١٤٤٠هـ . في أحد القروبات نشر أحد الأخوة الأغنية التي تسمعونها الآن فسطرت هذه السطور .
د. ضيف الله مهدي